بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.. سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، وهذا لقاء جديد يجمعني وإياكم بموقع مكتوب في مجموعة انصر نبيك محمد صلي الله عليه وسلم.......واليكم هذه الباقه الثالثه من المعلومات .....
اسمحوا لي الآن أن نتحدث سويا عن أحوال العرب قبل بعثة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قلت لحضراتكم في حلقة سابقة أن العرب قبل بعثة النبي كانوا على ملة إبراهيم.. لكن مع طول الوقت نسوا حظا مما ذكروا به، وفي هذا الوقت ظهر عامر بن عمرو الخزاعي، وكان شريفا من أشراف خزاعة وهي إحدى قبائل قريش، وهذا الرجل كان على قدر كبير من المعروف، والبذل، والسخاء.. ظنوا أهل خزاعة أنه أحد العلماء هذا الرجل سافر إلى الشام في تجارة، وهناك رآهم يعبدون الأصنام فأعجب بهذا، وأتى إلى مكة، ومعه هوبل.. هوبل هو أول صنم أتى به عمرو بن عامر بن لحي الخزاعي، ودفع به إلى جوف الكعبة.. ثم طلب من خزاعة أن يشركوا بالله فأطاعوه.. ثم نهج نهجهم أهل مكة جميعا.. ثم أهل الحجاز، وهكذا انتشرت عبادة الأصنام في شبه الجزيرة العربية..
أما بالنسبة للديانة اليهودية فهي دخلت على يد تبان أسعد أبي قرب هذا الرجل أتى من اليمن إلى يثرب، وكان من قطاع الطرق.. تبان أسعد أبي قرب، وأتى إلى يثرب، وهذا الرجل كان من قطاع الطرق إلا أنه أعجب بالديانة اليهودية التي كانت في هذا الوقت موجودة في يثرب، وعندما غادر إلى اليمن أخذه معه حبرين من أحبار اليهود، وقاموا بتدريس اليهودية إلى أهل اليمن، وهكذا انتشرت اليهودية في اليمن.. أما انتشار اليهودية في شبه الجزيرة العربية فكان نتيجة للضغوط التي قام بها البابليون، والرومان على اليهود في ديارهم، وتدمير هيكلهم.. ففر اليهود إلى الحجاز تحديدا إلى المناطق اليهودية في يثرب، وأقاموا فيها، وعندما دخل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة كان بها حوالي عشرون قبيلة من قبائل اليهود هم تقريبا بني المصطلق، وبني قينقاع، وبني النضير، وخزاعة، وهذه هي طريقة دخول الديانة اليهودية إلى شبه الجزيرة العربية..
أما الديانة المسيحية فدخلت إلى الجزيرة العربية تحديدا جزيرة نجران على يد رجل روماني يدعى ثينيون كان هذا الرجل من الرومان، وكان له كرامات فنزل إلى نجران، وأعجب أهل نجران بكراماته، وصدقوه، وانتشرت الديانة المسيحية في نجران على يد ثنيون..
أما انتشارها في اليمن فكان على يد أبرهة الحبشي، ونزل أبرهة الحبشي إلى اليمن، وبنى كنيسة كبيرة في اليمن، وكان يريد أن يصرف أنظار العرب عن الحج إلى الكعبة، ويحجون إلى هذه الكنيسة.. فتقدم على رأس جيش كبير به ثلاثة عشر فيلا ضخم، وكان أهل الحجاز في أول مرة يرون مثل هذا الكائن الحي، ولكنه الله سبحانه وتعالى عندما اقترب من مكة سلط عليهم الطير الأبابيل، وهي طير من طيور الجنة.. رمتهم بحجارة من سجيل وهو وادي في جهنم، وهذه الحجارة جعلت الفيلة كالعصف المأكول أي كورق الشجر الجاف، سقطت على الفيلة فتحول الفيل مثل الورق.. ورق الشجر الجاف.. تقطع، وعاد أبرهة يجر أذيال الخيبة إلى اليمن، ولم يستطع أن يمس بيت الله بسوء، وهكذا كان هو حال العرب قبل بعثة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وانتشر فيهم وأد البنات وهو دفن البنات أحياء، وكان سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) بعد إسلامه ، يتذكر دائما وقعة، ويبكي أنه كان له بنت في الجاهلية، وقد قام بدفنها حية، وكلما تذكر أنه كلما كان يهيل عليها التراب حية كانت تهش التراب عن لحيته.. ç_è):