بسم الله
رَبِّ يَسِّرْ وَأَعِنْ
حَثَّ النَّبِيُّ -صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم-عَلَى عِيَادَةِ المَرِيضِ بِقَوْلِهِ : ((عُودُوا المَرِيض)) رَوَاهُ البُخَارِيُ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِي -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-
/وَأَكَّدَ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِهِ حَتَى قَالَ البَرَاءُ بن عَازِبٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- : أَمَرَنَا رَسُول الله -صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم- بِسَبْعٍ وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ...قَالَ وَأَمَرَنَا أَنْ نَعُودَ المَرِيض ..الحديث.. رَوَاهُ البُخَارِيُ وَمُسْلِمٌ . وَجَعَلَ ذَلِكَ مِنْ حَقِّ المُسْلِمِ عَلَى أَخِيِهِ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم- قَال ((حَقُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ خَمْسٍ))...وَذَكَرَ مِنْهَا : ((عِيَادَة المَرِيض)). رَوَاهُ البُخَارِيُ وَمُسْلِمٌ. وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ (( حَقُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ سِتٍ)) .. وَذَكَرَ مِنْهَا
(وَإِذَاَ مَرِضَ فَعده)) :
بَلْ كَانَ يُبَاشُرُ ذَلِكَ بِنَفْسِهِ وَيواظِبُ عَلَيْهِ قَالَ جَابِرُ بن عَبْدِ اللهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- : مَرِضْتُ مَرَضًا فَأَتَانِي النَّبِيُّ -صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم- يَعُودُنِي وَأَبُو بَكْرٍ وَهُمَا مَاشِيَانِ فَوَجَدَانِي أُغْمِيَ عَلَيَّ فَتَوَضَّأَ النَّبِيُّ -صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم- ثُمَّ صَبَّ وَضُوءَهُ عَلَيَّ فَأَفَقْتُ ..الحديث رَوَاهُ البُخَارِيُ وَمُسْلِمٌ .
وَتَأَمَّلْ إِلِى هَذَا المَوْقِفِ فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- أَنَّهُ قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم- إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَدْبَرَ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم- ((يَا أَخَا الْأَنْصَارِ كَيْفَ أَخِي سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ)) فَقَالَ صَالِحٌ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم- ((مَنْ يَعُودُهُ مِنْكُمْ)) فَقَامَ وَقُمْنَا مَعَهُ وَنَحْنُ بِضْعَةَ عَشَرَ مَا عَلَيْنَا نِعَالٌ وَلَا خِفَافٌ وَلَا قَلَانِسُ وَلَا قُمُصٌ نَمْشِي فِي تِلْكَ السِّبَاخِ حَتَّى جِئْنَاهُ فَاسْتَأْخَرَ قَوْمُهُ مِنْ حَوْلِهِ حَتَّى دَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم- وَأَصْحَابُهُ الَّذِينَ مَعَهُ . رواه مسلم . (السباخ) هي جمع سبخة وهي الأرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر
فَمِثْلَ هَذَا المَوْقِف فِيهِ الحَثُ عَلَى عِيَادَةِ المَرْضَى ، وَقَدْ ثَبَتَ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَعُودُ الأَعْرَاب وَالأَطْفَال وَالنِّسَاء وَأَهْل الذِّمَةِ مَنَ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى وَغَيْرِهِمْ لَغَرَضِ نُصْحِهِمْ وَهَدَايَتِهِمْ إِلِى الإِسْلامِ. وَمِنَ الأَدَبِ المَشْهُورِ عَنْدَ العَرَبِ مَا رُويَ عَنْ أَبِي العَالِيَة قَالَ : « مَا أَرْفَقَ العَرَب لاَ تُطِيلُ الجُلُوسَ عِنْدَ المَرِيضِ فَإِنَّ المَرِيضَ قَدْ تَبْدُو لَهُ حَاجَة فَيَسْتَحْي مِنْ جُلَسَائِهِ» رواه ابن أبي الدنيا في المرض والكفارات